جاء إعلان بلاتر واعترافه بعد 12 عاماً بأن منح قطر حق استضافة المونديال كان خاطئاً ليزيد من ملف الأزمات في الدوحة خاصة وأن الإعلام العالمي لازال يثير موضوع حقوق الإنسان وظروف العمالة البائسة واللاإنسانية خلال بناء منشآت كأس العالم 2022 .
وقال الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا سيب بلاتر إن منح قطر حقوق استضافة مونديال 2022 كان خاطئاً، مضيفاً أن “الاختيار كان سيئا”.
وباتت القوة الناعمة في قطر تواجه تحدياً كبيراً مع نشر تقارير منظمات حقوق الإنسان والعمالة العالمية التي اعتبرت أن تنظيم الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية لا يجوز أن يستخدم كأداة لتحسين صورة دول تتبنى أنظمة تنتهك حقوق العمال لديها كدولة قطر.
وبهذا الصدد نشر موقع موركور دي.إي العالمي مؤخراً تقريراً، مفاده أن قطر الغنية بالغاز تسعى عبر المونديال لتلميع صورتها في العالم.
وأشار التقرير العالمي موضحا، تعتبر قطر من أغنى دول العالم. في العقود القليلة الماضية، تطور هذا البلد من دولة صحراوية إلى مركز حضري شديد اللمعان. غير أن ثروة البلاد التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، تقتصر فقط على القطريين فقط وهناك العديد من الانتهاكات الخاصة بحقوق العمالة وخاصة الفترة التي شهدت بناء منشآت المونديال بالدوحة.
ومن جانبها قالت كاتيا مولر فحلبوش، خبيرة الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية في ألمانيا، في تصريح للموقع العالمي: “يعتمد اقتصاد قطر، وبالتالي ازدهارها، على مليوني عامل مهاجر يعيشون هناك”. واستطردت الصحيفة موضحة أن “العمال الأجانب الوافدين يعيشون على خط عتبة الفقر. رغم أن الفضل يعود لهم بشأن بريق ناطحات السحاب وملاعب ومنشآت كأس العالم بالدوحة إنهم يأتون من بنغلاديش ونيبال وباكستان وغالباً ما يتم استدراجهم إلى قطر بوعود كاذبة.
وبادر نادي “ترومسو أي.إل” النرويجي وبالتعاون مع منظمة العفو الدولية العالمية بالترويج لـ “أول قميص كرة قدم في العالم برمز الاستجابة السريعة (كيو.آر.كود)” بهدف الدفاع عن حقوق الإنسان والعمالة المنتهكة في قطر قبيل المونديال. القميص يتميز برمز الاستجابة السريعة عند مسحه ضوئياً، ما يتيح للمستخدمين نقلهم إلى موقع على الإنترنت يحتوي على معلومات حول حقوق الإنسان والغسيل الرياضي، لمسح الانتهاكات حيث تحاول بعض البلدان تحسين صورتها من خلال تنظيم الأحداث الرياضية.
وقال ترومسو إنه كان أول ناد محترف طالب بمقاطعة كأس العالم في قطر 2022 احتجاجاً على ظروف العمال المنتهكة بالدوحة.
فكرة مقاطعة النروج لكأس العالم أثارت بعض التجاوب لكن الاتحاد الكروي لهذ البلد الإسكندنافي صوت ضد الفكرة كما أن النرويج لم تنجح في نهاية المطاف في التأهل لكأس العالم. غير أن الحكومة القطرية ترفض بشدة أي انتقادات، منوهة إلى الإصلاحات التي قامت بها بشأن قوانين العمل وسنها لحد أدنى للأجور. ولاتزال منظمة العفو الدولية تدعو لوقف الانتهاكات ضد العمالة الوافدة في قطر.